نحن الان بعد الاعياد، انتهت عطلة العيد ويجب علينا جميعا ان نعود الى طبيعة الحياة اليومية، صحيح ان ذلك الامر مزعج قليلا وغير مريح لانه لا مثيل للمكوث مع العائلة والاحتفال بأجواء سارة، لكن يجب ان لا ننكر سعادتنا بالعودة الى الروتين. ليس سهلا لاغلبنا العودة الى الروتين وخاصة للطلاب الذين يعانون من مشاكل في الانصات والتركيز، بل ان الروتين يشكل تحديا ويتطلب منا جميعا اولياء امور ومعلمون، ان نجهز انفسنا لتنفيذ فعاليات التعرف من اجل ان نخفف عودتهم الى الروتين اليومي.
يجب ان تعلموا ان عودة الاولاد الذين يعانون من صعوبات في الاصغاء والتركيز من العطلة انما هي بداية جديدة وان كل ما قد قيل لهم قبل العطلة، غالبا لا يعلق في الذاكرة، وهم لا يذكروننا ابدا، لذلك فمن المهم ان نأخذ بعين الاعتبار ان عودتهم الى التعليم هي بداية جديدة.
اليكم بعض النصائح التي من شأنها ان تساعد في العودة الى الروتين بسلاسة
- اعيدوا الروتين الى البيت بصورة تدريجية – ابدأوا بارجاع الامور في البيت الى سابق عهدها قبل العودة الى المدرسة بأيام قليلة وأعيدوا الاولاد الى ساعات نوم ملائمة. تأكدوا ان كان الواجب البيتي قد تم انجازه وان لم ينجز فهذا هو الوقت المناسب لانجازه. لمحوا لاولادكم انه بعد ايام فلائل سنعود الى المدرسة وماذا تعني العودة الى المدرسة.
- مراجعة قوانين الحياة الطبيعية أو الروتين في البيت – اعقدوا اجتماعا عائليا وخلال هذا الاجتماع راجعوا قوانين البيت في الايام العادية. ما هو الجدول اليومي، ما هي ساعات النوم وما هي الواجبات التي يجب انجازها كالدروس البيتية وقوانين أخرى.
- ساعدوا في التجهيز – معلوم ان الاولاد الذين يعانون من صعوبات في الاصغاء والتركيز يعانون كذلك صعوبات في تجهيز انفسهم، لذلك وفي الايام الاولى واظبوا على مساعدتهم في تجهيز الحقيبة المدرسية حسب الجدول وجميع الادوات المرافقة، لكي يعودوا الى الروتين بصورة ايجابية.
للطاقم المدرسي كذلك دور فاعل في عملية العودة الى الروتين
- انت مهم عندنا – الاولاد بشكل عام والاولاد من ذوي صعوبات الانصات بشكل خاص، يحتاجون الى اشراك الاخرين واخبارهم عن مغامراتهم. فمن الضروري منحهم المكانة الملائمة لذلك. فهذه طريقة اخرى لمنحهم شعورا سلسا، ان يشعروا كمرغوب بهم وبأهميتهم.
- تحديث الاجراءات – صحيح ان السنة الدراسة افتتحت منذ زمن قصير، لكن بالنسبة للطلاب ذوي الصعوبات في الاصغاء والتركيز، فعطلة الاعياد قد "محت" جميع ما قبلها ولذلك فلا يجب الاعتماد على ما قمتم بفعله في بداية السنة الدراسية ويجب تحديث القوانين مجددا.
- التدرج قد يساعد – من الضروري ان تكون العودة الى الروتين تدريجية لكي نراجع المواد التي تمت دراستها من جديد، فحص المعلومات وتعلم مادة جديدة.
- التشجيع والدعم مفيدان دائما – تشجيع، دعم وبناء شعور النجاح، هي سبل مجدية لزيادة الدافعية عند الاولاد الذين يعانون من صعوبات الانصات والتركيز، وخاصة في بداية السنة الدراسية، فلهذا اهمية حاسمة للاستمرار.
مهم ان نتذكر
سهل لغالبيتنا الخروج من الروتين والعودة اليه، لكن للبعض منا، وخاصة الذين يشكل الانصات والتركيز لديهم تحديا كبيرا، التحولات والتغييرات ليست بالامر الهين ولا تحدث بصورة تلقائية. لذا فمن الضروري ان نساعد بشكل تدريجي ونتخطى فترة التأقلم بصورة مجدية وهكذا نزيد من احساسهم بالنجاح.
تذكروا، الايمان، الاستثمار والمواظبة يؤتون الثمار المرجوة
كتبه شيمر آرزي – مختص في معالجة صعوبات الاصغاء وصعوبات التعلم ومرشد عام، في قسم صعوبات التعلم وصعوبات الاصغاء التابعة لوزارة المعارف