كتب السيد شيمر آرزي، وهو مرشد قطري في موضوع صعوبات الاصغاء والتركيز فرع صعوبات الاصغاء وصعوبات التعلم في الخدمة النفسية الاستشارية، في رسالة شخصية لأولياء أمور الأولاد الذين يعانون من مشكلة صعوبات الاصغاء:
كشخص يواجه طيلة حياته صعوبات التعلم وصعوبات الاصغاء، لقد آمنت طيلة فترة طفولتي أنني استطيع أن أغير الواقع، آمنت أنه بامكاني أن أتغير وأن أعمل مثل الاخرين. أنني انا، الولد "الكسول" و"الفاشل"، سوف أنجح وأثبت انّ الامر ليس كما كانوا يعتقدون. وعندما نضجت وأفلحت في أن اثبت لنفسي وللعالم أجمع أنّ الانطباع قد يتغير، أدركت انه يجب عليّ بذل أقصى طاقتي لإيصال الرسالة وأنْ أزرع الاملَ في قلوب كلّ من تجبره الظروف على هذه المواجهة.
وعندها وصلت الى التحدي العظيم – التحدي في أن اكون أبا ووليّ أمر لإنسان عانى مما عانيت. أعترف انّ المسيرة كَوَلِيّ أمرٍ صعبة، وتشكّل تحديا فائقا يستنزف القوى، التكريس، والمواظبة والكثير الكثير من المساعدة، ولكنّها تلزمنا بأن نؤمن – أن نؤمن بأنفسنا وبقوتنا في إحداث الفرق لأولادنا، يجب عدم التنازل والاصرار على انهم يستطيعون أن ينجزوا اكثر مما انجزناه.
يتوجب علينا، أولياء الأمور، أن نعمل ونبذل قصارى جهدنا لجلب التغيير والنجاح لأبنائنا. فإنْ نجحنا في أخذِ زمام الامور وتولي القيادة والتعاون مع جميع الجهات التي بمقدورها تقديم العون للأولادنا وقبل كل شيء ابداء الرحمة – الرحمة تجاه أنفسنا واخطائنا، الرحمة تجاه اولادنا ورحمة تجاه طواقم التعليم وكل من ينوء بالعبء – ننحح في إحراز تغييرات صغيرة. واذا حاولنا ان نرى الـ "نعم" في داخل كل كلمة "لا"، فإننا سنعزز ونقوي كل التغييرات الصغيرة لتصبح كبيرة وذات معنى.
كيف نساعد في تعزيز ثقة أولادنا بأنفسهم؟
إن الابوة (تشمل الاب والام) بشكل عام والابوة لأولاد يعانون من صعوبات الاصغاء والتركيز بشكل خاص تعتبر تحد وتتطلّب المرونة، الاحساس، المواظبة والكثير من التحمّل والصبر.
ومن خلال تجربتي الشخصية والمهنية جمعت المبادئ العشرة لمواجهة ايجابية ومُعَزِّزَة:
- القوانين تحافظ علينا - لقد تم وضع قواعد واضحة للتصرفات المتوقعة من اولادكم. اجتمعوا كل ابناء العائلة وأعلموه بالقواعد بشكل واضح وما هي التبعيات المترتبة في عدم الانصياع لها.
- عدم المبالغة في التوقعات يمنع خيبة الامل – يجب ان تكون توقعاتكم واقعية. عليكم الإقرار بالتقييدات التي تواجه ابناءكم وتواجهكم وأن لا تكون توقعاتكم غير واقعية.
- في وقت الازمة، نحاول ان نهدأ - اذا تصرف ابنكم بصورة لا ترضونها، حافظوا على هدوئكم ووجهوا له امرا واضحا بأن عليه ايقاف هذا التصرف. قولوا له بصورة واضحة ما هو التصرف الذي تتوقعونه منه بدل هذا التصرف، مثال ذلك: "توقفوا عن الشجار، العبوا بصورة جيدة مع بعضكم". امدحوه إن توقف عن تصرفه الفظ. إن لم يتوقف، عليه أن يتحمل التبعيّات – المعروفة له من وقت سابق.
- إعطاء مثال ووساطة – عندما ترغبون في تعليم ابنكم مهارة جديدة، قوموا بتمثيل المهارة. قسِّموا المهارة الى مراحل، تكلموا عن العملية وعن التغيير الذي ستحدثه المهارة، مكنوا كلّ من في البيت من تجربة المهارة، تكلموا عن المهارة، عن التجربة وكرروا ذلك مرات عدة.
- الدعم ألإيجابي هو الوصفة المثالية – ادعموا اولادكم دعما ايجابيا عندما يقوم بعمل طلبتموه منه، وإن كان عملا صغيرا جدا. الدعم الايجابي يتسبب في تذويت التصرف المرغوب.
- الملل هو العدو – لا يعرف ابنكم وهو ايضا غير مؤهل لمواجهة الملل. وغالبا لا يعلم كيف يشغل نفسه وعندها يشرع في مسيرة الازعاج لكم ولكل من هو في البيت ("امي إنني زهقان..."). لذا يتوجب دمج فعاليات في البيت وخارج البيت، وإيجاد بدائل وتمكين الاختيار بين عدة خيارات.
- معاملة ومعاملة أخرى – عندما يتوجه ابنكم اليكم حاولوا ان تمنحوه اكبر قدر من الانتباه. توقفوا عن انشغالكم، أنظروا اليه وكونوا معه. من المهم تحديد وقت لقضائه مع كل واحد من ابنائكم على حدة، في صنع امور يرغب بها كليكما ومن دون مسببات "إزعاج" (هاتف نقال، بريد الكتروني وما شابه ذلك).
- اللمس كحاجة - بعض الاولاد يحتاجون الى ملامسة، امنحوهم ذلك. يحب الاولاد العناق، الاحتضان ومسك الأيدي – الدعم العاطفي هو حاجة مهمة تمنح الولد الثقة العاطفية.
- المشاركة - شاركوا وتكلموا مع ابنائكم في مواضيع تهمهم (لا علاقة لها بالواجبات الاعتيادية)، شاركوا ابناءكم في تجاربكم وكذلك في الصعوبات التي تواجهونها (جميع ذلك وفقا لقدرات الولد في استيعابها).
- امنحوا أنفسكم الوقت والمكان – العديد من المرات، المواجهة اليومية تكاد تكون مستحيلة. يجب عليكم ان تكرسوا وقتا لانفسكم ولحياتكم الزوجية وذلك لكي تشحنوا طاقتكم وتقدروا على الاستمرار.
الإيمان، الاستثمار والمواظبة يحدثون التغيير والنجاح!
كتبه شيمر آرزي، مرشد قطري في موضوع صعوبات الإصغاء والتركيز فرع صعوبات الاصغاء وصعوبات التعلم في الخدمة النفسية الاستشارية