عندما تدخل ابنتكم أو ابنكم روضة الأطفال أوّل مرّة، تبدأ عملية تعارف مع أولاد جُدد، طاقم الحاضنات، ولربّما، أيضًا، مع غذاء جديد – من ناحيتكم، أنتم – الأهل. وبالإضافة إلى الافتراق عن الطفل، هناك قلق بالنسبة إلى ما يتعلق بالتغذية في الروضة. تبيّن الأبحاث أنّ الأولاد الذين يتناولون وجبة إفطار يكونون أكثر تركيزًا ويقظة، يحقّقون تحصيلًا أكبر في المدرسة، وينجحون في الحفاظ على وزن متوازن.
أهمّية وجبة الإفطار وملاءمتها للأطفال الصغار
من المهمّ إدخال وجبة الإفطار إلى روتين تنظمكم في الصباح: في البيت عرفتم، دائمًا، ما الذي يأكله الطفل وكم يأكل. في النادي النهاريّ أو الروضة، حيث يأكل الجميع معًا، وليس هناك تعامل شخصيّ في أثناء تناول الطعام، تتغيّر القواعد والعادات الغذائية. سيكون طفلكم الصغير معرّضًا لتناول الطعام في مجموعة، مأكولات جديدة، شوربات، وأطعمة مختلفة عمّا كان يعرفه واعتاده في البيت. من المهمّ معرفة أنّه حتى إذا لم يكن في حيازة الروضة أنواع الغذاء كلّها، يمكن أنّ تظلّ قائمة الطعام متوازنة.
من المحبّذ استيضاح متى يأكل الأولاد خلال اليوم وما يأكلون. في رياض الأطفال الصغار والنوادي النهارية عادة ما يتمّ تقديم وجبة إفطار، كجزء من جدول اليوم، في الصباح الباكر، ولذلك عادة ما تكفي قنينة حليب واحدة. في رياض الأطفال يأكلون في "فرصة الساعة العاشرة" وجبة إفطار متأخّرة يأتون بها معهم من البيت. في قسم من رياض الأطفال برنامج تغذية مشترك، ومن المحبّذ فحص ما إذا سيُطلب منكم، أصلًا، تحضير شطيرة في ساعات الصباح الباكر.
وجبة باكرة في البيت
يمكن تناول وجبة الإفطار الباكرة في الطريق إلى الروضة أو المدرسة، أيضًا. يُفضّل أن نعطي الأولاد طعامًا مغذّيًا وصحّيًّا يمكن تناوله باليدين بدون أن تتّسخا. يُفضّل تناول وجبة باكرة بعد ساعات الصوم الطويلة في الليل وعدم انتظار الوجبة في الروضة أو في المدرسة.
فيما يلي بعض الأفكار:
- حبوب الصباح مع الحليب – حاولوا أن تختاروا حبوب صباح غنيّة بالألياف وقليلة الدهن والسكر؛
- كأس لبن رائب (يوﭼـورت) – بالإمكان التشكيل مع إضافة فاكهة مجفّفة أو ﭼـرانولا؛
- خبز محمّص بالجبن الأبيض، زبدة فستق، أو حمّص – يُفضّل من قمح كامل؛
- خليط فواكه في الخلّاط مكوّن من حليب وفاكهة طازجة. الأهل الذين يمتنعون عن تناول حليب البقر يمكنهم استعمال حليب الصويا، الأرزّ، أو اللوز. في الإمكان إضافة عسل للتحلية وجوز للصحة والمذاق؛
- قنّينة أكتيمل أو مشروب حليب/صويا؛
- رقائق بسكويت وأصابع جبن؛
- فاكهة؛
- مسلّيات طاقة – مكمّل كاسر للروتين لوجبة الإفطار. يفضّل الانتباه لمحتوى مسلّيات الطاقة، واختيار تلك التي تقلّ فيها كمّية السكر، والخالية من الدهون المقسّاة.
الماء – لا تنسوا، وخصوصًا في الأيام الحارّة. لا تكون حنفيّات المياه متاحة دائمًا، لذا من المحبّذ تزويد الأولاد بقنانيّ رياضية يمكن ملؤها مجدّدًا، كلّ يوم.
قائمة الطعام المفضّلة لوجبة الإفطار في الروضة
وجبة الإفطار: مكوّنة من النشويّات (خبز أبيض، من قمح ملآن، أو حبوب)، ﭘـروتين (جبن، بيض، طونا، حليب)، زيت (طحينة، أﭬـوكادو) وخضرة.
وجبة المنتصف: فواكه الموسم، ليست هناك حاجة إلى أكثر من فاكهة واحدة.
نصائح للأهل الذين يُدخلون طفلًا صغيرًا إلى الروضة، أوّل مرّة
- التأقلم والأكل – إذا كان ابنكم – في الفترة الأولى – يأكل أقلّ أو يرفض الأكل فلا سبب للتوتر. يجب أن يتعوّد الطفل الصغير على المحيط، الجوّ، والشخصيات الجديدة. بعد فترة التأقلم سيعود إلى تناول الطعام كالعادة. من المحتمل أن يذهب الطفل الصغير – في الفترة الأولى – إلى النوم باكرًا، وهو ما من الممكن أن يخلق انطباعًا أنّه يخسر وجبة. في اليوم التالي سيأكل أكثر، مع الوقت سيوازن نفسه من الناحية الغذائية.
- الروتين – واصلوا روتين يومكم، إذا كان الطفل الصغير معتادًا على تناول قنّينة حليب أو تناول وجبة إفطار قبل الدخول إلى الروضة. من المحتمل أن يفضّل – مع الوقت – تناول وجبة الإفطار في الروضة.
- النوم المنظم – احرصوا على نوم الطفل الصغير نومًا متواصلًا. إنّ النوم يساهم في الهدوء، اليقظة، التركيز، والروقان. الأولاد المتعبون يأكلون أقلّ.
- جودة الغذاء – من المفضّل معرفة أنّ الأولاد – في جميع رياض الأطفال أو النوادي النهارية – يحصلون على غذاء صحّيّ ونوعيّ: الروضات البلدية والنوادي النهارية تخضع لمراقبة وزارة التربية والتعليم. في الروضات الخاصّة ليست هناك رقابة، لكن غالبيتها تتبنّى معايير غذائية معمولًا بها في الروضات البلدية. سيتناول قسم من الأولاد كلّ الوجبات في الروضة تقريبًا، لكن من المهمّ مواصلة تناول وجبة عائلية واحدة على الأقلّ، غالبًا ما تكون هذه وجبة العشاء.
- قائمة الطعام – لا تتردّدوا في طلب الاطلاع على قائمة الطعام الخاصّة بالروضة. ومع ذلك، اعتمدوا على طاقم الحاضنات، فخبرتهنّ كبيرة، ويعرفن ما الذي يجب أن يفعلنه مع الطفل المتطلّب أو الذي يرفض الأكل. تحافظ النوادي النهارية على المطبخ الحلال والحليبيّ، وليست هناك وجبات لحميّة. وكبديل، يحصل الأطفال الصغار على ﭘـروتين من النبات، أسماك، وعلى بيض طبعًا، وعلى الحليب ومنتجاته. من المفضّل إضافة وجبة لحميّة في المساء ثلاث مرّات في الأسبوع، تحتوي على لحم دجاج، حبش، أو بقر، ليحصل الطفل الصغير على ما يكفي من الحديد.
حصة الأسد من وجبة الإفطار يتناولها أغلب الأولاد في المؤسسات التربوية – التعليمية، لأنّها من المفروض أن تحافظ على أولادنا مفعمين بالطاقة وشبعانين حتى وجبة الغداء. قائمة الطعام الأسبوعية ستسهلّ عليكم أمام التفضيلات المتغيّرة للأطفال وستمنع الحاجة إلى مناقشة محتوى الشطيرة كلّ صباح، خصوصًا في حالات الإسراع. يمكن أن يقرَّر، مسبّقًا، بالنسبة إلى قائمة الطعام الأسبوعية، رسمها، أو التأشير عليها، وتحديد مكوّنات الوجبة والشطائر. من المفضّل تعليق قائمة الطعام على البرّاد، لئلّا تحدث بلبلة في تركيبة الوجبة. - فحص الحقيبة – يفضّل فحص الحقيبة عند العودة من الروضة أو المدرسة:
لا ينهي الأطفال الصغار، دائمًا، كلّ الطعام أو أنّهم لا يأكلون، أصلًا. فحص الحقيبة مفضّل ليس لمعرفة كمّية ما أكلوه فحسب، بل، أيضًا، لمنع وجود بقايا أكل داخل الحقيبة لعدّة أيام.